( بعض الحكايات كأنها غيبوبة … نعيشها كالحلم ..ونتذكرها كالحلم )
(1)
نعم …… لست صاحبة سمو
ولا أوراقي الرسمية خاصة
ولا حصانة دبلوماسية لدي
لكنني أحببتك برقي ملكة
وظننتك حصانتي وأوراقي الرسمية
لكن النهايات معك كانت لاتشبه تلك الحكايات
التي كنت أقرأها كلّ ليلةٍ قبل النوم!
(2)
فأنا لست بطلة حكاية حب تاريخية
ولا أنا ابنة السلطان مدللة والدها التي أخبرتنا جداتنا انها عشقت بن الحطاب
وانها دفعت حياتها ثمنا لتلك العاطفة
فأنا لم أدفع عمري ثمناً لحكايتك
ولا سفكت كلّ حياتي على قارعةِ عمرك
لكني سفكت الجزء الأجمل منها على أسوار حكايتك ..
وفقدت الجزء الأقوى من صوتي في البكاء خلفك ..
وخسرت الرهان الأكبر أمامهم حين راهنتُ على مصداقيتك معي
(3)
فأنا تأرجحت على حبال وعودك سنوات كي أستقر معك ..
و سرّت على الجزء الشائك من الطريق كي الْتقي بك
و أبحرت بلا سفينةٍ كي أصل جزيرتك
أنا ركضت عكس التيار لأن التيار لم يكن معك
أنا انتظرتك في منتصف العمر وحيدة حين حال بيني وبينك الموج
أنا حكمتُ على نفسي بالمؤبد معك كي أبقى حبيسة عاطفتي نحوك
وجعلت اتجاهات الأرض كلها أنت
فأنت كنت خارطتي التي لا أحفظ من جغرافيا الأرض سواها ..
(4)
وكأني كنت في غيبوبة حب معك .. فبعض الحب غيبوبة
وأنت كنت غيبوبة عمر كبرى ..
غيبوبة دخلتها منذ سنواتٍ ولم أستيقظ منها
وظن البعض اني لفظت أنفاسي فيها..
لكني استيقظت منها ومنك
وحين استيقظت رأيت خارطة الأرض تغيّرت
وخارطة الطريق تغيّرت .. وخارطة الأحلام تغيّرت
وخارطة الحب تغيرت ..وخارطة المباديء تغيرت
وخارطة الوجوه تغيّرت
(5)
وأرعبني كيف لم أشعر بكلِّ هذا .
.كيف لم أشعر بتسرّب الأيام من بين أنامل عمري
كيف لم ألمح اصفرار الأوراق على أشجار سنواتي
وكيف لم توقظني ضفائري السوداء وهي تخلع سوادها
ولا سمعت صوت خطوات ربيعي وهو يغادر مراحلي
ولا تنبهت كيف قطعت كلّ هذه المسافة من عمري
ولا أعلم كيف كبر الصغار حولي
وكيف تغيرت ملامح رفاقي وكيف إنحنت قاماتهم بهذه السرعة .
وكيف مر العمر بأكمله كالحلم وأنا في غيبوبة حكايتك
(6)
فحكايتك كانت غيبوبة طويلة
سرقتني عنهم سنوات ..وغبت فيها سنوات
وأديت فيها دورى كالمُغيّب في عالم منعزل عن الأرض
فكلِّ أحلامي بك كانت خيالية
وكلّ أمنياتي كانت خيالية
وكلّ طقوسي كانت خياليه
حتى حماقاتي وأحزاني معك كانت خيالية
فكنت أنت كذلك السراب الذي ألمحه على الطريق من بعيد
فتشعرني رؤيته بالأمان
وكلما اقترب منه ابتعد… فأفقد بابتعاده أماني
(7)
نعم كسراب الطريق المخادع..
كخيط الضوء كنت أنت
فأنت لم تكن شيئا يُمسك ..لم أمسك يدك يوماً
ولم أرافقك على سطح الأرض أمامهم
فكل نزهاتي معك كانت في الخيال
وكل تفاصيلي معك كانت بعيدا عن كوكب الأرض
كانت هناك … حيث أنام مغمضة العينين
في حكايةٍ تشبه الغيبوبة كثيراً ..