ترحيب

جيل الأيباد

انه جيل الأيباد …

الجيل  الذي لاتعرفه طرقات الفرجان القديمة ..

ولاتحتفظ جدران المنازل العتيقة برسومات طفولته..فلم يسيروا في الطرقات حفاة ..

ولااتسخت  أقدامهم بغبار التراب .. ولا أياديهم بسواد الفحم .. ولا ملأت الرمال أظفارهم ولاشعورهم ..

انه الجيل الذي لم يتسلق أسوار الجيران .. ولاقطف ثمار اللوز ولا تركت بقع التوت أثارها على ملابسه..ا

نه الجيل الذي لم يتذوق لهفة انتظار كرتون الساعة العاشرة صباحا ..

ولا ترقب كرتون الساعة الرابعة مساء..

انه الجيل الذي لم يتعاطف مع سندباد القادم من بغداد..ولابكى الليث الأبيض عند موته..

ولابحث مع ( ببيرو) عن والده..انه  الجيل الذي لم يجري صباح الاربعاء لشراء ماجد ..

ولاشارك في البحث عن ( فضولي) ولا حل مربع الكلمات المتقاطعة..

ولا تلطخت يده ببودرة ( الكيرم ) ولا توتر عند صعود السلم في لعبة ( السلالم والثعبان ) …

انه الجيل الذي لم يتذوق متعة عَد الدراهم المعدنية صباح العيد ..

الجيل الذي لم يضع ملابس العيد وحقيبة العيد وحذاء العيد بالقرب منه انتظارا لشروق الشمس ..

الجيل الذي لم يعرف لذة طعم ايسكريم ( الفيمتو ) في نهار شديد الحرارة ..

ولا لذة  شاي ( الزنجبيل ) في ليلةِ شديدة البرودة .. الجيل الذي لم يعرف حجم دهشة اختراع التلفزيون الملون ..

ولا حجم فرحة دخول ( الفيديو ) الى المنزل للمرة الاولى..انه الجيل الذي لم تكبر اناملة على اقراص الهواتف الدائرية..

ولم يشهد مراحل تطور المسجات الالكترونية.. انه الجيل الذي لم يعاني من عدم وضوح القناة التلفزيونية أو إنقطاع الكهرباء عند

بث الحلقة الأخيرة  من المسلسل اليومي ..

في زمن لم يكن للبرامج التلفزيونية فيه اعادة .. انه الجيل الذي لم ترافقهم امهاتهم عند صعود الحافلات المدرسيه الصفراء ..

ولم يجرِّب عناء العودة إلى المنزل على قدميه بحقيبة اثقل من وزنه ..

انه الجيل الذي لم ينم بملابس  النهار .. ولم يكن استحمام يوم الجمعة عادة اجبارية مرهقة…

انه الجيل الذي لم يخفض رأسه احتراماً للمعلم .. ولا ارتعشت أطرافه رهبه من عقابِ الأب …

انه الجيل الذي لم يوقظه صوت المطر على أجهزة التكييف ..ولاغنى للمطر ( طق يامطر طق ) ولا بشر المطر ان ( بيته ) جديد .. و( مرزابه) حديد ..

انه الجيل الذي لايعرف ان ( الجار قبل الدار ) وان ( الصديق قبل الطريق ) وان ( كل المسلم على المسلم حرام )

انه الجيل الذي يخجل من الخروج من المنزل بلا حقيبةٍ وبلا ساعةٍ وبلا حذاءٍ ذات ماركة عالمية شهيرة. ..

انه الجيل الذي لم يستمتع برائحة الكتب الجديدة ..ولابتغليف الكتب المدرسبة .. ولا عبر عن فرحته بانتهاء اليوم الدراسي بأغنية (دق الجرس ع البيت..يت أمي من كويت) ..

انه الجيل الذي لم يحرص على الاحتفاظ بذكرى من الرفاق..ولا زخرف( اتغرافات ) الذكرى  ولم يتبادل عبارة ( اكتب لك بالمقلوب لتدوم المحبة بالقلوب )

انه الجيل  الذي لم يتوارث الملابس والأحذية والحقائب  المدرسية..انه الجيل الذي لم يسارع لحرق الكتب في نهاية العام الدراسي ..

ولم يحتفظ ببقايا  الدفاتر ليمارس هواية الرسم في الاجازة الصيفية ..

انه الجيل الذي لم يخضع لرعب (التفتيش) في الطابور الصباحي .. ولم ينشد بأعلى صوت ( عالياً عالياً .. عالياً ياعلم ) …

انه الجيل الذي لم يعش قلق انتظار النتائج على أنغام صوت عبدالحليم ..ولا ساهم في توزيع ( بيبسي) النجاح ..ولا تذوق فرحة الفوز بزجاجة ( كولا ) في غطاء القنينة …

انه الجيل البارد الذي لم يجرب دفء الرسائل الورقية ..ودفء الأغاني القديمة ..

ودفء جدران المنازل القديمة ولم يختبىء تحت عباءة الجدة في المستشفى لزيارة مريض ..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>

إلى الأعلى
dimahna